قال تعالى : (( رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ ))
[size=16]قال الإمام الطبري رحمه الله :
فتأويل الكلام: ربما يود الذين كفروا بالله فجحدوا وحدانيته لو كانوا في دار الدنيا مسلمين .
كما :
عن أبي موسى قال : ( بلغنا أنه إذا كان يوم القيامة , واجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء الله من أهل القبلة .
قال الكفار لمن في النار من أهل القبلة : ألستم مسلمين ؟
قالوا : بلى .
قالوا : فما أغنى عنكم إسلامكم وقد صرتم معنا في النار ؟
قالوا : كانت لنا ذنوب فأخذنا بها .
فسمع الله ما قالوا , فأمر بكل من كان من أهل القبلة في النار فأخرجوا .
فقال من في النار من الكفار : يا ليتنا كنا مسلمين !
ثم قرأ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( آلر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين )) .
عن
ابن عباس, قال: ما يزال الله يدخل الجنة, ويرحم ويشفع حتى يقول: من كان من
المسلمين فليدخل الجنة ! فذلك قوله (( ربما يود الذين كفروا لو كانوا
مسلمين)) .
عن حماد, قال: سألت إبراهيم عن هذه الآية ((ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين))
قال
: حدثت أن المشركين قالوا لمن دخل النار من المسلمين : مأ أغنى عنكم ما
كنتم تعبدون؟ قال: فيغضب الله لهم , فيقول للملائكة والنبيين : أشفعوا ،
فيشفعون , فيخرجون من النار, حتى إن إبليس ليتطاول رجاء أن يخرج معهم .
قال: فعند ذلك يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين.
عن مجاهد قال : يقول أهل النار للموحدين : ما أغنى عنكم إيمانكم ؟
قال : فإذا قالوا ذلك , قال : أخرجوا من كان في قلبه مثقال ذرة . فعند ذلك ((يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين)) .
ـ وقد ورد في ذلك أحاديث مرفوعة
روى الطبراني : عن أنس
بن مالك قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إن ناسا
من أهل لا إله إلا الله يدخلون النار بذنوبهم ، فيقول لهم أهل اللات
والعزى : ما أغنى عنكم قولكم لا إله إلا الله وأنتم معنا في النار ؟ فيغضب
الله لهم فيخرجهم فيلقيهم في نهر الحياة فيبرءون من حرقهم كما يبرأ القمر
من خسوفه ويدخلون الجنة ويسمون فيهل الجهنميون ) ؛ فقال رجل : يا أنس أنت
سمعت هذا من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فقال إني سمعت
رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول ( من كذب علي متعمدا
فليتبوأ مقعده من النار ) ؛ نعم أنا سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول هذا ) ثم قال الطبراني تفرد به الجهبذ
الحديث الثاني رواه الطبراني أيضا عن أبي موسى رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من
شاء الله من أهل القبلة قال الكفار للمسلمين ألم تكونوا مسلمين ؟
قالوا : بلى .
قالوا : فما أغنى عنكم الإسلام وقد صرتم معنا في النار ؟
قالوا : كانت لنا ذنوب فأخذنا بها .
فسمع الله ما قالوا فأمر بمن كان في النار من أهل القبلة فأخرجوا .
فلما رأى ذلك من بقي من الكفار قالوا : يا ليتنا كنا مسلمين فنخرج كما خرجوا .
قال : ثم قرأ رسول
الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
((الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين))
.
و روى ابن أبي عاصم في السنة :
عن
ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : (( إذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء الله من أهل
القبلة ، يقول الكفار : ألم تكونوا مسلمين ؟
قالوا : بلى .
قالوا : فما أغنى عنكم إسلامكم وقد صرتم معنا في النار .
قالوا : كانت لنا ذنوب فأخذنا بها .
فيسمع ما قالوا ، فأمر بمن كان من أهل القبلة فأخرجوا .
فلما رأى ذلك أهل النار قالوا : يا ليتنا كنا مسلمين فنخرج كما خرجوا .
قال : وقرأ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين)) .[2] وعن ابن عباس رضي الله عنه قال :
(
ما يزال يشفع ويدخل الجنة ، ويرحم ويشفع ، حتى يقول : من كان من المسلمين
فليدخل الجنة ، فذاك حين يقول ((ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين)) .[3] وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :
( إذا أخرج الله أهل النار من النار بشهادة أن "لا إله إلا الله" تمنى الآخرون لو كانوا مسلمين ) .[4]
باختصار من كتاب الشفاعة :
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=6329
[2] السنة لابن أبي عاصم حديث رقم (843) ، وقال الألباني : حديث صحيح (2/405-406) . [3]
السنة لابن أبي عاصم (2/406) ، وقال الألباني : أخرجه ابن جرر والحاكم
وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي ، وعطاء كان اختلط ، لكن لا بأس به في
الشواهد . السنة لابن أبي عاصم (844) ، وصححه الألباني (2/406) .
[/size]